بعد الممارسة المبكرة للميزنة التشاركية في البرازيل، بدأت هذه الفكرة تنتشر في بلدان عديدة. وتعمل مدن عديدة في العالم حالياً على إشراك المواطنين في عملية صناعة القرار بشأن كيفية إدارة مدنهم وكيفية تخصيص الميزانية العامة وإنفاقها. يوضح هذا المقال ممارسة الميزنة التشاركية في بعض المدن المختلفة.
بورتو أليغري، البرازيل
كانت مدينة بورتو اليغري هي أول مدينة في العالم تطبّق برنامجاً للميزنة التشاركية، وهو البرنامج الذي تم تكراره أكثر من غيره. وقد تطلب الأمر جهوداً تعاونية بين المواطنين والحكومة في بورتو أليغري لمدة ثلاثة سنوات تقريباً لتنفيذ العملية على نحو سليم، وفي النهاية أثمرت هذه الجهود. وبعد مرور 15 سنة، كان أكثر من 30,000 مواطن يشاركون في الميزنة التشاركية سنوياً، وما زال هذا البرنامج جزءاً مهماً من حياة المدينة ويحظى بدعم الحزبين المحافظ والليبرالي.
بدأت مبادرة التخطيط التشاركي في كيرالا (والتي تتضمن ميزنة تشاركية) في عام 1996، ودُعيت حملة شعب كيرالا للخطة التاسعة. وتمكن مواطنو كيرالا من خلال هذه المبادرة من تحديد كيفية إنفاق حوالي 40 في المئة من إيرادات الولاية خلال الفترة 1996 إلى 2001. وعلى العكس من معظم المبادرات التي تكون على مستوى المدينة أو المنطقة، كانت مبادرة كيرالا على مستوى الولاية، وغطت أكثر من 1,000 منطقة إدارية تتراوح ما بين قرى وأقاليم. وتم تدريب حوالي 60,000 شخص على إدارة البرنامج، وشارك في العملية حوالي 3 ملايين شخص. وكما هي الحال في بورتو أليغري بالبرازيل، ساعدت حركة الميزنة التشاركية في كيرالا على تعزيز حركة جماهيرية عملت على إحداث تحول جذري في الطريقة التي تتعامل فيها الدولة مع المواطنين. ورغم أن السلطة السياسية انتقلت من حزب إلى آخر عدة مرات منذ عام 1996، إلا أن عملية الميزنة التشاركية ظلت سارية.
وثمة اعتبار مهم في تجربة كيرالا يتمثل في أنه تم التمهيد لها بمرحلة واسعة من بناء القدرات من قبل الحكومات اليسارية. وتضمنت تلك المبادرات حملة تعميم معرفة القراءة والكتابة، وحركة الشعب العلمية، وبرنامج وضع خريطة الموارد، وتجربة كالياسيري للتخطيط الشعبي.
اعتمدت عملية الميزنة التشاركية في إشبيلية على نموذج بورتو أليغري، وبدأت في عام 2004. وانضمت الدوائر الرسمية في المدينة، المعنية بالأشغال العامة، والرياضة، والشباب، والتعليم، والثقافة، والبيئة، والصحة، وقضايا النوع الاجتماعي، إلى عملية الميزنة التشاركية، مما أتاح لمواطني المدينة تحديد كيفية أنفاق جزء من الميزانية على المشاريع المحلية. وتم تخصيص حوالي 17 مليون دولار من الميزانية الإجمالية للمدينة التي تبلغ حوالي 1 بليون دولار من خلال العمليات التشاركية.
كانت الدائرة 49 في مدينة شيكاغو هي أول منطقة إدارية في الولايات المتحدة تنفذ مشروع ميزنة تشاركية. ففي كل سنة، يحدد سكان الدائرة كيفية إنفاق حوالي مليون دولار من الموارد العامة. ومنذ النجاح الذي حققته الدائرة 49، تبنت ثلاث دوائر أخرى في المدينة الميزنة التشاركية، كما تبنتها عدة مدن أخرى في الولايات المتحدة. شاهد الفيديو حول الميزنة التشاركية في شيكاغو على هذا الرابط.
تمكن سكان ثماني دوائر في مدينة نيويورك من تحديد طريقة إنفاق أكثر من 10 ملايين دولار من الموارد العامة من خلال الميزنة التشاركية. شاهد الفيديو حول الميزنة التشاركية في مدينة نيويورك على هذا الرابط.
ساعدت منظمة ’الابتكار والبيئة والتنمية في أفريقيا‘ على تنظيم تجربة ميزنة تشاركية في فيسيل، وهي منطقة ريفية تتألف من 28 قرية، ونجحت في توفير منبر لمشاركة للجماعات المهمشة تقليدياً في المنطقة، بما في ذلك النساء والشباب والمسنين. وتوسعت العملية منذ ذلك الوقت إلى مناطق أخرى في البلد، وطورت المنظمة دليلاً إرشادياً للمنطقة، ويمكن الاطلاع عليه على هذا الرابط.
لا يعترف دستور زمبابوي بالحكومات المحلية، لذا انطلقت مبادرات الميزنة التشاركية من الأوساط الشعبية، وكانت مبادرات صدامية بدلاً من النموذج المعتاد حيث تتصرف الحكومة كمحرك رئيسي للعملية. وعلى سبيل المثال، قبلت الحكومة بعملية ميزنة تشاركية في مارونيدرا في عام 2002، وذلك بعد أن دخلت في تعاقد فاشل لخدمات المياه والصرف الصحي نجم عنه دين كبير وتضخم شديد في المنطقة. وفي موتوكو، بدأت الميزنة التشاركية في عام 2003 بعد احتجاجات قوية ومستمرة من المجتمع المدني.
أقرت جنوب أفريقيا في عام 2003 قانون الإدارة المالية للبلديات، والذي يتطلب أن تقوم كل بلدية بنشر ميزانياتها وإتاحة المجال للمواطنين أن يقدموا تعليقات عليها. ورغم أنه لم تجرِ عمليات ميزنة تشاركية في جنوب أفريقيا لغاية الآن، ركزت بلدية إيكورهوليني الكبرى جهودها على تثقيف الجمهور من خلال مسرح الشارع وتمثيليات حول دور الحكومة، والجهات الفاعلة المختلفة فيها ومسؤولياتها. كما شجعت المواطنين على التعليق على ميزانية البلدية من خلال القسم المخصص “لنصائح الميزانية”.
كانت مدينة بيلو هوريزونتي من أول المدن في البرازيل التي نفذت نموذج الميزنة الذي اتبعته مدينة بورتو أليغري. وبدأت العملية على مستوى الدوائر الإدارية في عام 1993، ثم توسعت لتشمل خدمات الإسكان في عام 1996، ثم بدأت في عام 2006 باستخدام ميزنة تشاركية من خلال الوسائل الرقمية، حيث يشارك المواطنون عبر شبكة الإنترنت. ويقوم المواطنون بتخصيص حوالي 50 مليون دولار سنوياً، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 2.5 مليون شخص.
لمزيد من المعلومات حول أمثلة الميزنة التشاركية، يُرجى زيادة الموقع الإلكتروني لمشروع الميزنة التشاركية.
وبخصوص الميزنة التشاركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يرجى زيارة موقع تحالف الميزنة التشاركية.
Sintomer, Yves and Carsten Herzberg, Giovanni Allegretti and Anja Röcke. 2010. Learning from the South: Participatory Budgeting Worldwide – an Invitation to Global Cooperation. No. 25 in the Dialog Global Services. InWEnt gGmbH – Capacity Building International, Germany.
http://www.buergerhaushalt.org/sites/default/files/downloads/LearningfromtheSouth-ParticipatoryBudgetingWorldwide-Study_0.pdf
The content of this website is licensed by TADAMUN: The Cairo Urban Solidarity Initiative under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 3.0 Unported License
Comments