تدهور حالة السكن، وتدني مستوى المرافق، وغياب التوزيع العادل للخدمات العامة، والتلوث، والأزمات المرورية، وسؤ حالة الفراغات العامة والمناطق الخضراء التي تختفي من حياتنا يوماً بعد يوم، وانتشار القمامة في شوارعنا، كلها مشاكل وتحديات تواجهنا جميعاً في أحيائنا ومدننا المصرية. ترتبط هذه التحديات بصورة مباشرة بالطريقة التي كانت تدار بها مدننا لعقود عديدة. التغلب على تلك التحديات لا يتطلب فقط سياسات عامة جديدة وجهود الخبراء في هذا المجال، ولكن اشتراك سكان المدينة ككل لأنهم يواجهون هذه التحديات بصورة يومية، ولأنهم يملكون العديد من الأفكار المبدعة والعملية للتعامل معها.
تغيب العدالة والشفافية عن توزيع الموارد والخدمات العامة بين سكان المدينة وأحيائها المختلفة، وإلى وقت قريب، حرمت الجهات المعنية المواطنين من اتخاذ قرارات تخص مستقبلهم وخاصة على مستوى مناطقهم وأحيائهم. ويستمر فشل السياسات العمرانية القائمة في مواجهة مثل هذه التحديات لأنها ما زالت تغفل وتتجاهل الواقع، وترى سكان المدينة كجزء من المشكلة، وليس كجزء من الحل. وخلال العامين الماضيين، تحرك المصريون بنجاح للمطالبة بالتغيير، ولكن حتى ننجح في تغيير واقعنا العمراني لابد لنا من الاستمرار في المطالبة بظروف معيشية أفضل لنبني مدينة عادلة ونابضة بالحياة، يستطيع كافة سكانها العيش فيها معاً.