اللقاءات المجتمعية
يكمن الغرض من اللقاءات المجتمعية في التعرف على مناطق وأحياء القاهرة المختلفة من وجهة نظر قاطنيها، فهم أفضل من يعرفها ويستطيع وصفها. تنقسم اللقاءات المجتمعية إلى مقدمة بسيطة لشرح مبادرة التضامن العمراني بالقاهرة، “تضامن”، التي تسلط الضوء أيضاً على مبادرات محلية ناجحة. بعد ذلك ينقسم المشاركون إلى مجموعات صغيرة لرسم خريطة لمنطقتهم. لا توجد أية تعليمات أو ارشادات للتأثير على نوع المعلومات أو طريقة رسم الخريطة. بعدها يُطلب من المجموعات التعليق على الخرائط التي رسموها لتوضيح ما يلي:
اللقاء المجتمعي بشبرا
تم إجراء هذا اللقاء المجتمعي بالمشاركة مع مبادرة شبرا حلم بكرة
ارسم منطقتك
تضمنت أغلب خرائط المجموعات مناطق شبرا، الساحل، وروض الفرج كتقسيمات فيما بينهم وليس كطبيعة كونها تقسيمات إدارية. يعيش، ويعمل، ويتسوق السكان في المناطق الثلاث. أوضحت كل المجموعات شبكة الطرق الرئيسية ومحطات المترو في المنطقة، بالإضافة إلى الكباري والأنفاق التي تربط المنطقة بالجيزة، وباقي مناطق القاهرة والقليوبية. اتفق الجميع على وصف ميدان دوران شبرا بقلب شبرا. كما تشتهر شبرا بالعديد من الكنائس التاريخية، وتعد كنيسة سانت تريزا الأكثر شهرة. من العلامات المميزة التي تكررت في خرائط المجموعات: خطوط السكك الحديدية على طول حدود شبرا الشرقية، مستشفى الساحل، معهد الساليزيان، كلية الهندسة بشبرا، جامع الخازندار، مركز شباب روض الفرج، المنطقة التجارية، المدارس، وأقسام الشرطة.
أوضحت كل خريطة كما هو متوقع نقاط مختلفة في كل منطقة وفقاً لوجهات نظر المشاركين. مجموعتين على وجه التحديد كانت لديهما معرفة مفصلة بالمنطقة؛ بالإضافة إلى وضع الحدود، ونقاط المداخل، شبكات الطرق والميادين، المستشفيات، المدارس، ودور العبادة، كانت لديهما معرفة تاريخية بالمنطقة. شارع بديع، حيث كان يقطن الشارع صلاح جاهين وبليغ حمدي، الملحن الموسيقي، أيضاً سوق روض الفرج، الذي بدأ وعمل منذ الثلاثينيات. حولت الحكومة السوق فيما بعد إلى عدة مرافق عامة (قصر ثقافة، مركز شباب، قسم شرطة وقسم مطافئ، مدرسة، ومستشفى) كما تم نقل الباعة إلى سوق جديد في مدينة العبور. أيضاً يعد سوق الغلال/ البلح مشهور جداً في المنطقة وهو قائم ويعمل منذ عقود ويزدهر خاصة في رمضان. بالإضافة إلى مقر سكن اللورد كيتشنر، المندوب السامي البريطاني آنذاك معلم آخر أشار إليه السكان.
بعض المجموعات قامت برسم منطقة شبرا فقط، مع تفاصيل حول النشاط التجاري للمنطقة، المدارس، المستشفيات، المساحات الخضراء ودور العبادة. تم وصف منطقة الأغاخان على أنها أكثر منطقة راقية ذات خدمات أفضل، بالإضافة إلى شارع خلوصي ومقارنته بمنطقة وسط البلد التجارية.
ركزت إحدى المجموعات على شارع شبرا كملتقى للشباب والترفيه، ووصفت بالتفصيل المحلات والمرافق والخدمات. كانت هذه المجموعة هي الوحيدة التي أشارت إلى المقاهي، المطاعم، دور السينما، وتاجر الكتب، بالإضافة إلى مقرات الأحزاب السياسية، ومكان رئاسة حي شبرا. تم تسليط الضوء أيضاً على ممر الراعي كمنطقة تجارية مشهورة جداً للطبقة المتوسطة.
أفضل وأسوأ الأماكن
كان هذا اللقاء تحديداً مثير للاهتمام، بسبب وجود عدة أماكن مميزة مصنفة ضمن أفضل الأماكن وأسوأها في نفس الوقت. كان هذا ظاهراً في التضارب بين آراء المشاركين حول بعض أفضل وأسوأ المناطق في شبرا، مع بعض المناطق المذكورة في كلتا الحالتين، مثل: ميدان السوق، وشارع الخلفاوي والشارع الجديد (مناطق تجارية مكتظة ومزدحمة بالباعة، التوك توك، والاختناق المروري)، قصر الأمير عمر طوسون (معلم تاريخي هام لكن مهجور ومهمل)، بالإضافة إلى قصر ثقافة روض الفرج (مساحة كبيرة لكن يعيبها سوء الإدارة).
غير ذلك ، اجتمعت الآراء على كون أفضل الأماكن تلك التجارية (مركز الأمير التجاري، مراكز شبرا التجارية، شارع خلوصي، شارع شبرا، ميدان دوران شبرا). كذلك المناطق الترفيهية (منطقة المتنزه، حديقة السوق، وكورنيش النيل). دور العبادة خاصة كنيسة سانت تريزا وجامع الخازندار، ومركز شباب شبرا، بالإضافة إلى كون هذه الأماكن ركائز مجتمعية أيضاً.
فى المقابل، أشار الحضور إما إلى تدني مستوى الخدمات (مستشفى الساحل، وانتشار المخلفات والقمامة في ميدان المظلات)، أو إلى ارتفاع معدل الجرائم وتجارة المخدرات (شارع الجسر، الحفظة، عزبة جرجس وعزبة سيدي فراج). وأشاروا إلى قلة إنارة نفق شبرا وكباري أخرى وتجمع القمامة أيضاً بها.
الامكانات والمشاكل
يظهر التضارب الذي ذكرناه بالأعلى مرة أخرى في ردود المشاركين حول أفضل امكانات المنطقة وأكبر المشاكل والعقبات. كانت الطبيعة التجارية للمنطقة والتحول إلى ملتقى تجاري للمناطق المجاورة محل فخر للبعض، لكن في نفس الوقت، مشكلة للبعض الآخر حيث الضوضاء العالية، تراكم المخلفات وسيطرة الباعة على الفراغات العامة المحدودة، والمساهمة في الاختناق المروري.
أفضل الامكانات التي تم تسليط الضوء عليها كان التلاحم بين نسيج المجتمع والتعايش بسلام بين طوائف المجتمع الدينية، قرب وسط البلد وسهولة الوصول للمنطقة عبر العديد من وسائل المواصلات (المترو، الأوتوبيسات، الميكروباص، والتوك توك). كان المشاركون فخورين بالعلامات التاريخية في المنطقة (مثل سوق الغلال، ومقر سكن اللورد كيتشنر)، والتخطيط الحضري وشبكة الطرق في مناطق طوسن وأغاخان. بالإضافة إلى وجود الخدمات الحكومية، مثل المدارس، المستشفيات، أقسام الشرطة، وشبكة الغاز الطبيعي.
المشاكل الرئيسية التي تواجه السكان كانت مرتبطة بتدني جودة الخدمات العامة والمرافق. الطاقة (كهرباء، سولار، وبنزين)، جمع القمامة، شوارع جانبية غير مرصوفة، غياب شبكة الصرف في بعض أماكن محدودي الدخل في شبرا، بالإضافة إلى قلة المساحات الخضراء. ولعل أهم المشكلات كانت تدني جودة الخدمات العامة في التعليم والصحة، بالإضافة إلى قلة نشاط الشرطة ومحاربة الجريمة في المنطقة. وكما هو الحال في العديد من مناطق مصر، انتشار البناء المخالف (وغير الآمن) في الأعوام القليلة الماضية.
لو كنت رئيس حي…
في نهاية اللقاء، تم سؤال المشاركين ما هي أولوياتك إذا كنت رئيس حي. بالأسفل ردود المشاركين لحل مشاكل منطقتهم:
The content of this website is licensed by TADAMUN: The Cairo Urban Solidarity Initiative under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 3.0 Unported License
Comments